تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 43}
  فيقصم ظهورهم عن السجود؛ ثم تلا الآية: {وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ٤٢}[القلم].
  وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، والطبراني، والآجري في الشريعة، والدارقطني في الرؤية، والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث، عند عبد الله بن مسعود، عن النبي ÷ قال: «يجمع الله الناس يوم القيامة» وذكر حديثًا طويلًا، وفيه: «فيخر كل من كان يسجد طائعًا ساجدًا ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون».
  وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه البيهقي في البعث والنشور. عن ابن مسعود أنه ذكر الدجال، ثم ذكر حديثًا فيه طول، وفيه: «فلا يبقى مؤمن إلا خر الله ساجدًا»، ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد فيقولون: ربنا، فيقول «قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون».
  فهذه الروايات صريحة في أنها نزلت في الكفار والمنافقين، والمعلوم أنهم إنما كانوا يدعون إلى مطلق الصلاة من دون نظر إلى كونها وحدانًا أو في جماعة، وليس في الآية ولا في هذه الروايات ما يدل على أن توبيخهم وسلبهم الاستطاعة على السجود في الآخرة بتركهم صلاة الجماعة، بل الذي تقضي به هذه الأخبار أنهم عوقبوا على تركهم السجود المعروف نفسه، ولهذا قيل: إن ظهورهم قصمت، وأنها طبق واحد؛ إذ المراد أنهم لم يقدروا على فعل السجود لخلل