مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون 44}

صفحة 3528 - الجزء 6

  قلت: والأخرم بخاء معجمة ساكنة وراء مهملة مفتوحة وآخره ميم والمديني بكسر الدال.

  وفي سلوة العارفين: عن أنس، قال: قال رسول الله ÷: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، وقول لا يسمع» ونحوه في الجامع الصغير، ونسبه إلى النسائي من حديث أنس، وإلى الترمذي والنسائي من حديث ابن عمرو بن العاص، وإلى أبي داود والنسائي وابن ماجة والحاكم من حديث أبي هريرة، وهو صدر حديث أخرجه الحاكم عن ابن مسعود. والعلم الذي لا يعمل به لا ينفع حامله بل تكون الحجة عليه أعظم والذنب منه أشد وأقبح؛ إذلم يوبخ الله الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، ولم يحكم رسول الله ÷ بأن عذاب من لم ينتفع بعلمه من أشد العذاب، وأنه لا ينفع العلم إلا بالعمل به إلا لزيادة قبح معصية العالم؛ ويزيده بيانًا تعوذه من علم لا ينفع.

  وقال بعضهم: أشد الناس حسرة يوم القيامة رجلان: رجل نظر إلى ماله في ميزان غيره يسعد به ويشقى هو به، ورجل نظر إلى علمه في ميزان غيره يسعد هو به ويشقى. والمراد بسعادة الغير به أنه هو الذي انتفع به دون حامله.

  وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، وأحمد في الزهد، عن أبي الدرداء قال: ويل للذي لم يعلم مرة، ولو شاء الله لعلمه، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات. وأخرج أحمد نحوه عن ابن مسعود.