تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}
  صريح؛ لأنها خارجة مخرج الزجر والتهديد على ترك هذا الإنفاق المأمور به، ولا شك أن هذا الإنفاق واجب، وإلا لما وقع التحذير من تركه، وهذا الخطاب للمؤمنين صريحًا، وقد تضمن نفي الشفاعة لمن أخل بهذا الواجب، والإخلال به ليس بشرك ولا خروج عن الإسلام، بل معصية كبيرة، فثبت نفي وقوع الشفاعة لمن ارتكب كبيرة من الأمة؛ إذ لا فرق بين كبيرة وكبيرة.
  الحجة الثالثة عشرة: أن النبي ÷ جعل شفاعته مترتبة على فعل الطاعات.
  قال في (العلوم): حدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «ما من امرئ مسلم قام في جوف الليل إلى سواكه فاستن، ثم تطهر فأسبغ الوضوء، ثم قام إلى بيت من بيوت الله ø إلا أتاه ملك فوضع فاه على فيه، فلا يخرج من جوفه شيء إلا دخل في جوف الملك، حتى يجيء به يوم القيامة شهيدًا شفيعًا» ورواه في المجموع.
  وفي أمالي المرشد بالله: أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم الجزار، قال: أخبرنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزار، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا الفضل بن غانم، ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ÷: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيهًا، وكنت له يوم القيامة شافعًا وشاهدًا».