مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3644 - الجزء 6

  وفي أمالي أبي طالب: أخبرنا ابن عدي، أنا عبد الله بن يحيى، ثنا علي بن حجر، ثنا إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من السنة كنت له شفيعًا يوم القيامة» أخرجه ابن عدي.

  وعن أبي سعيد، عن النبي ÷: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي» أخرجه ابن النجار، وهذا الحديث له طرق، إلا أن بعضها ليس فيه ذكر الشفاعة، بل معناه أنه من حفظ على الأمة أربعين حديثًا بعث يوم القيامة فقيهًا.

  قال النووي: قد روينا هذا الحديث عن علي وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، من طرق كثيرة، وروايات متبوعات، واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه.

  وفي مختصر المقاصد الحسنة أنه ليس فيها طريق تسلم من العلة. وقال البيهقي عقب حديث أبي الدرداء: هذا متن مشهور فيما بين الناس، وليس له إسناد صحيح.

  قلت: اتفاق الحفاظ على ضعفه لا يمنع من الاحتجاج به؛ لأن ضعفه إنما هو باعتبار عدم تكامل شروط الصحيح على قواعد أهل الأثر؛ لأن ذلك الضعف منجبر بكثرة الطرق، وقد دل على هذا كلام البيهقي، فإنه لم ينف إلا صحة السند، لا صحة المتن وصلاحيته للاحتجاج به، ولهذا حكم بشهرته.