مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3646 - الجزء 6

  عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده، عن أبي أمامة. فذكره. وأخرجه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني، عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن معاوية بن سلام، عن زيد بن أبي سلام، عن أبي أمامة الباهلي. والغمامة والغياية باثنتين من أسفل فيهما: ما أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة أو غيرها، والمراد أنهما كغمامتين، والفِرْقان بكسر الفاء وسكون الراء: القطعتان والجماعتان.

  وقال الهادي في الأحكام: بلغنا عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي # أنه قال: قال رسول الله ÷: «يأتي القرآن يوم القيامة وله لسان طلق ذلق، قائلًا مصدقًا، وشفيعًا مشفعًا، فيقول: يارب، جمعني فلان عبدك في جوفه. فكان لا يعمل فِيَّ بطاعتك، ولا يجتنب فِيَّ معصيتك، ولا يقيم فِيَّ حدودك، قال: فيقول: صدقت. فتكون ظلمة بين عينيه، وأخرى عن يمينه، وأخرى عن شماله، وأخرى من خلفه تنتره هذه، وتدفعه هذه حتى يذهب به إلى أسفل درك من النار، قال: ويأتي فيقول: يا رب جمعني فلان عبدك في جوفه فكان يعمل فِيَّ بطاعتك، ويجتنب فِيَّ معصيتك، ويقيم في حدودك، فيقول: صدقت فيكون له نورًا يسطع ما بين السماء والأرض حتى يدخل الجنة، ثم يقال: له اقرأ وارق فلك بكل حرف درجة في الجنة حتى تساوي النبيين والشهداء هكذا وجمع بين المسبحة الوسطى».

  وفي أمالي المرشد بالله: أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، ثنا ابن حبان، أخبرنا أبوبكر بن أبي عاصم، ثنا ابن عمار⁣(⁣١)،


(١) البرق اللموع: ابن أم عمار، وأظنه وهمًا إذ لم أجد في الجداول والبكري ابن أم عمار، وإنما الموجود فيهما ابن عمار، وهو الذي صححه في الأمالي. تمت. مؤلف.