مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3648 - الجزء 6

  عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله ÷ في قوله: {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[النساء: ١٧٣] قال: «أجورهم، يدخلهم الجنة، ويزيدهم من فضله: الشفاعة لمن وجبت له الشفاعة لمن صنع إليهم المعروف في الدنيا» وأخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، والإسماعيلي في معجمه، قال السيوطي: بسند ضعيف.

  وفي أمالي أبي طالب: أخبرنا أبي، ثنا حمزة ابن القاسم، أنا سعد بن عبد الله، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله ÷: «إن الله سبحانه يجمع فقراء هذه الأمة ومياسيرها في رحبة باب الجنة ثم يبعث مناديًا فينادي من بطنان العرش: أيما رجل منكم وصله أخوه المؤمن في الله ولو بلقمة من خبز فليأخذ بيده على مهل حتى يدخله الجنة، قال: وهم أعرف بهم يومئذ منهم بآبائهم وأمهاتهم، فيجيء الرجل منهم حتى يضع يده على ذراع أخيه المكرم له الواصل له، فيقول: يا أخي، أما تعرفني؟ ألست الصانع بي كذا وكذا؟ فيعرفه كل شيء صنعه به من البر والتحفة فقم معي، فيقول: إلى أين؟ فيقول: لأدخلك الجنة، فإن الله ø قد أذن لي في ذلك فينطلق به آخذًا بيده ولا يفارقه حتى يدخله الجنة بفضل رحمة الله ø لهما ومنه عليهما» وهو نص في أن شفاعة هؤلاء إنما تكون لمن وصلهم مؤمنًا دون غيره، وإلا لما كان للتقييد بالأخ المؤمن فائدة، ويؤكده اشتراط كون تلك الصلة خالصة لوجه الله تعالى، كما يدل عليه قوله «في الله».