تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}
  وفي (أمالي المرشد بالله): أخبرنا ابن غسان(١)، ثنا أبو الطيب، ثنا ابن مكرم، ثنا نصر بن علي، أخبرني أبي، ثنا الحسن بن أبي الحسناء، قال: سمعت أبا العالية البراء يقول: لما قتل الحسين بن علي أتي عبيد الله برأسه فأرسل إلى أبي برزه ... الحديث، وفيه: قال عبيد الله: كيف ترى شأني وشأن الحسين بن علي يوم القيامة؟ قال: الله أعلم! وما علمي بذلك؟ قال: إنما أسألك عن رأيك، قال: إن سألتني عن رأيي فإن حسينًا يشفع له يوم القيامة أبوه، ويشفع لك زياد ... الخبر(٢). وفيه دليل على أن المعروف عند الصحابة والمشهور فيما بينهم أن شفاعة النبي ÷ ولا تكون إلا للمطيعين دون العاصين؛ إذ الخلاف في من تكون له الشفاعة لم يقع يومئذ، وإنما كانوا في مسائل الأصول على دين واحد وعقيدة واحدة، وإنما ظهر الخلاف في زمن التابعين.
  وفي الجامع الصغير: عن علي مرفوعًا: «شفاعتي لأمتي، من أحب أهل بيتي»(٣) أخرجه الخطيب، قال الشيخ العزيزي: حسن لغيره.
  وفي أمالي المرشد (بالله علي #): أخبرنا ابن ريذة، أخبرنا الطبراني، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا عمرو بن حفص، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله أن النبي ÷ قال: «ما من مسلم يقول حين يسمع النداء
(١) ابن غسان هو إبراهيم بن طلحة، وأبو الطيب هو عبد الرحمن بن محمد، وابن مكرم هو محمد بن الحسين. تمت. مؤلف.
(٢) أمالي المرشد بالله # ص ١٩٣.
(٣) كنز العمال الجزء الرابع عشر ص ٣٩٩، تحت رقم (٣٩٠٥٧)، السراج المنير شرح الجامع الصغير الجزء ٢ ص ٣٧٠.