تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}
  وعن النبي ÷ أنه قال: «من زار قبري وجبت له شفاعتي» رواه الهادي في الأحكام، وأخرجه ابن عدي، والبيهقي في الشعب عن ابن عمر، قال العزيزي: بإسناد ضعيف.
  قلت: رواية الهادي # تدفع ضعف إسنادهما.
  وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس عن النبي ÷: «من زارني بالمدينة محتسبًا كنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة» قال العلقمي: بجانبه علامة الحسن.
  وفي أمالي أبي طالب: أخبرنا أبو العباس، أنا الحسن القصري، ثنا فضالة بن محمد، ثنا سليمان بن الربيع، عن كادح، عن موسى بن وحية، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «إن أقربكم مني غدًا وأوجبكم علىّ شفاعة أصدقكم لسانًا، وأداكم لأمانته، وأحسنكم خلقًا، وأقربكم من الناس(١).
  وعن رسول الله ÷ أنه كان يقول: «أنا شفيع لكل أخوين تآخيا في الله. من مبعثي إلى يوم القيامة» رواه الهادي.
  وهذا القدر كافٍ؛ إذ الاستقصاء متعذر، والتطويل بالزيادة يخرجنا عن المقصود، والمراد التنبيه والدلالة على كثرة الأحاديث في هذا المعنى، أعني كون الشفاعة مترتبة على حصول الطاعة.
(١) أمالي أبي طالب ص (٣٥٥) الطبعة الأولى.