مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3656 - الجزء 6

  وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي؛ فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا نالهم الله شفاعتي» أخرجه أبو نعيم في الحلية والرافعي.

  وعن علي # عن النبي ÷: «من آذاني في أهل بيتي فقد آذى الله، ومن أعان على أذاهم فقد آذن بحرب من الله، ولا نصيب له في شفاعتي» رواه إسحاق⁣(⁣١) بن يوسف من طريق الأصبغ.

  قلت: وله شواهد لفظية ومعنوية، كحديث: «من آذى عليًا فقد آذاني» أخرجه أحمد، والبخاري في التاريخ، والحاكم عن عمرو بن شاس، قال العزيزي: وهو حديث صحيح.

  وحديث: «من آذي شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله» أخرجه ابن عساكر عن علي.

  وكقوله: «أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم».

  والأحاديث في تحريم أذيتهم والانتهاك لحرمهم ووجوب تعظيمهم كثيرة، وفي كثير منها التصريح بالوعيد الشديد لمن لم يوف العترة حقهم؛ وذلك ينافي كونه من أهل الشفاعة.

  وفي صحيفة علي بن موسى الرضا # في حديث السماء: أن النبي ÷ قال في الحسين #: «تقتلك الفئة الباغية من بعدي، لا نالهم الله شفاعتي».


(١) الحدائق الوردية، وإرشاد القلوب بلفظ: وخسر من عاداك بدل تخلاك الجزء ٢ ص ٢٣٧.