مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3665 - الجزء 6

  المخدجي قال: قال عبادة بن الصامت: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن الله افترض على العباد خمس صلوات، فمن لقيه غير مستخف بحقهن ولا مضيع لهن فله عنده عهد ألا يعذبه».

  وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي بكر: قال رسول الله ÷: «من قال في دبر كل صلاة بعد ما يسلم هؤلاء الكلمات كتبه ملك في رق، فختم بخاتم، ثم دفعها إلى يوم القيامة، فإذا بعث الله العبد من قبره جاءه الملك ومعه الكتاب ينادي: أين أهل العهود حتى تدفع إليهم؟، والكلمات أن تقول: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، إني أعهد إليك هذه الحياة الدنيا، فإنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي، فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عندك عهدًا تؤديه إلىَّ يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد».

  وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: قال رسول الله ÷: «من أدخل على مؤمن سرورًا فقد سرني، ومن سرني فقد اتخذ عند الرحمن عهدًا، ومن اتخذ عند الرحمن عهدًا فلا تمسه النار؛ إن الله لا يخلف الميعادي».

  وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ٨٧}⁣[مريم] قال: من لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة. فهذه الروايات كما ترى تدل على اختلاف السلف في معنى الآية،