مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3672 - الجزء 6

  سبعون ألفًا لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضواء نجم في السماء، ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة، ويشفعون، حتى يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيجعلون بفناء الجنة ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء، حتى ينبتون نبات الشيء في السيل ويذهب حراقه، ثم يسأل حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها.

  قوله: حراقه بضم الحاء المهملة وتخفيف الراء يذهب أثر النار، والضمير في حراقه عائد على المخرج من النار، وكذا في يسأل أي يسأل الله الزيادة في الجنة حتى يعطيه مثل ذلك القدر، وقد صرح به في غير هذا الحديث.

  قال مسلم: وحدثنا أبو الربيع، ثنا حماد بن زيد، قال: قلت لعمرو بن دينار: أسمعت جابر بن عبد الله يحدث عن رسول الله ÷ إن الله تعالى يخرج قومًا من النار بالشفاعة؟ قال: نعم.

  وحدثنا حجاج بن الشاعر، ثنا الفضل بن دكين، ثنا أبو عاصم يعني محمد بن أبي أيوب، ثني يزيد الفقير، قال: كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد، نريد أن نحج ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالسًا إلى سارية عن رسول الله ÷، فإذا قد ذكر الجهنميين قال فقلت له: يا صاحب رسول الله ÷، ما هذا الذي تحدثونا والله يقول: {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}⁣[آل عمران: ١٩٢]، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا}⁣[الحج: ٢٢] فما هذا الذي تقولون، فقال: أتقرأ القرآن؟