تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}
  وفي مستدرك الحاكم عن أبي موسى، عشرتهم عن رسول الله ÷ بذلك، بألفاظ صريحة ضرورية لا تحتمل التأويل، وفي مجمع الزوائد مثل ذلك عن عشرة(١) من الصحابة غير هؤلاء الذين ذكرتهم، والتواتر يحصل بهذا، بل بدون ذلك، ولا يشترط في رجاله العدالة، كيف وقد اجتمعا(٢) غالبًا، وما زالوا يروون ذلك في عهد رسول الله ÷ وبعده، لا ينكره منكر، ولا يزجر عنه أحد؛ ثم وافقهم جماعة كثيرة على هذا المعنى، لكن بغير لفظ الخروج من النار، وذلك كثير جدًا، منهم من روى أن الشفاعة نائلة من مات لا يشرك بالله شيئًا، كعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبي ذر الغفاري، وعبد الله بن عمرو، وعوف بن مالك، وأبي هريرة، وابن عباس، ومعاذ، وأبي موسى، وأنس، وأبي أيوب(٣)، وأبي سعيد، ومنهم من روى حديث «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» كما ثبت ذلك من حديث جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وابن عمر، ورواه الحاكم في المستدرك من حديث جعفر بن محمد الصادق # عن أبيه الباقر عن جابر؛ وفي حديث ابن عمر حرب بن شريح، وثقه جماعة، وفيه خلاف يسير ينجبر بالشواهد، وروى نحو ذلك بغير لفظه من طريق النعمان بن قراد، وهو ثقة، رواهما الهيثمي في مجمعه، ولفظ حديث النعمان: «إن شفاعتي ليست للمؤمنين المتقين، لكنها للمكذبين الخاطئين المتلوثين» وروى الهيثمي نحو ذلك عن أم سلمة، وعبد الله بن بشير، وأبي أمامة.
(١) ذكر أنه قد ذكرهم في العواصم. تمت. مؤلف.
(٢) يعني التواتر والعدالة. تمت. مؤلف.
(٣) هكذا في الأصل ولعله أبو أيوب.