مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]

صفحة 3819 - الجزء 6

  وأما الرواية فليس فيها إلا إثبات أحكام عامة شاملة للمكلفين، فلا تقوى التهمة بالوضع على ما يطابقها.

  إذا عرفت هذا فاعلم أن الأخبار والآثار الدالة على ما ذهب إليه العترة الأطهار ومن وافقهم من علماء الأمصار في غاية الكثرة والشهرة، لا يكاد يخلو منها باب من أبواب الشريعة؛ ولنذكر منها في هذا الموضع ما تيسر نقله والاطلاع عليه، والقليل يدل على الكثير.

  واعلم أني لا أذكر في هذا الموضع إلا ما صرح فيه بدخول النار، أو حرمان الجنة، أو باستحقاق العذاب، أو بالغضب والسخط، أو ما في معناهما؛ لأنهما عبارة عن إيصال العقاب، أو إرادته، أو عن العقاب نفسه، على الخلاف المتقدم في الفاتحة ومسألة الإرادة، وكذلك ماصرح فيه باللعن من الله تعالى؛ لأنه منه سبحانه وتعالى الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وهو في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه. ذكره الراغب.

  واعلم أني لا أذكر الوعيد على الكفر؛ لأنه مما لا نزاع فيه. وهذا أوان الشروع، ونسأل الله الإعانة والقبول.

الوعيد على عموم المعاصي

  في أمالي المرشد بالله: أنا أبو طاهر ابن عبد الرحيم، أنا ابن حبان، أنا أبو يعلى، ثنا سليمان بن داود، ثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد، عن أبي السّماء أن رسول الله ÷ قال في مسير: «إنا مدلجون ولا يدلج