فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]
الوعيد على سؤال الناس
  عن عمران بن الحصين قال رسول الله ÷: «مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة» أخرجه أحمد بإسناد جيد، والطبراني في الكبير، والبزار وزاد: «ومسألة الغني نار، إن أعطي قليلًا فقليل وإن أعطي كثيرًا فكثير».
  وأخرج الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، وابن خزيمة في صحيحه، عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر». وأخرجه الترمذي مطولًا، ولفظه: سمعت رسول الله ÷ في حجة الوداع، وهو واقف بعرفة، أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه فسأله إياه، فأعطاه وذهب، فعند ذلك حرمت المسألة، فقال رسول الله ÷: «إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مِرَّة سَوِيٍّ، إلا لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع؛ ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشًا في وجهه يوم القيامة ورَصْفًا يأكله من جهنم، فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر». قال الترمذي: غريب زاد فيه رزين: «وإني لأعطي الرجل العطية فينطلق بها تحت إبطه ما هي إلا النار» فقال له عمر: ولِمَ تعطي يا رسول الله ما هو نار؟ قال: «أبى الله لي البخل وأبوا إلا مسألتي، قالوا: وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ قال: قدر ما يغديه أو يعشيه». قال المنذري: وهذه الزيادة لها شواهد كثيرة، لكني لم أقف عليها في شيء من نسخ الترمذي. قوله: المِرَّة بكسر الميم وتشديد الراء: الشدة والقوة. والسوي بفتح السين وتشديد الياء: السالم من موانع الاكتساب. ويثري: بالثاء المثلثة. والرَصْف بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة بعدها فاء: الحجارة المحماة.