مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم ت

صفحة 3918 - الجزء 6

  في [وجهه] وانبسط له، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له: كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله ÷: «يا عائشة متى عهدتني فحاشًا. إن شر الناس منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره». أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي. قوله: تطلق بفتح الفوقية والطاء المهملة واللام المشددة بعدها قاف أي انشرح وهش.

  وأخرجه أيضًا الحارث بن أبي أسامة بنحوه من حديث صفوان بن عسال. وفيه: فقال: «إنه منافق أداريه عن نفاقه، وأخشى أن يفسد علي غيره».

  وقال البخاري يذكر عن أبي الدرداء: إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم.

  قال القسطلاني: وصله ابن أبي الدنيا وإبراهيم الحربي في غريب الحديث، والدينوري في المجالسة، من طريق أبي الزاهرية عن جبيربن نفير، عن أبي الدرداء. ونكشر بكسر الشين المعجمة: نضحك ونبتسم.

  وأجابوا عما احتج به الأولون بأن وجوب لعنهم لا ينافي إلانة القول لهم والانبساط إليهم، لما كان لعنهم في غير وجوههم؛ على أن لقائل أن يقول: مواجهتهم به وبالذم من القول الحسن؛ إذ القول الحسن عبارة عما يحصل به انتفاعهم، ونحن إذا لعناهم وذممناهم كان ردعًا لهم عن ارتكاب القبيح، وهذا غاية النفع؛ نظيره تغليظ الوالد لولده لردعه عن القبيح أو إرشاده إلى الحسن، فإنه يكون حسنًا.