تفسير قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم ت
  والثاني وهو دعاء الفساق كذلك لما مر ولقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...}[المؤمنون: ٩٦] الآية. وإن كان في الأمور الدنيوية فالمعلوم ضرورة أنه إذا أمكن التوصل إلى الغرض بالتلطف والقول الحسن لم يحسن سواء. ولأصحابنا تفصيل قريب من هذا. فقالوا: إنما تحرم الموالاة والمعاداة الدينية فقط.
  وأما الدنيوية فتجوز، إلا ما حرمه الشرع وهو ثلاثة أنواع:
  الأول: تعظيمه يعني العاصي بقول أو فعل؛ لقوله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة: ١٢٣]، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨]، وفي تعظيمه إشراكه في العزة، وفي الحديث عن النبي ÷: «من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام». أخرجه الطبراني من حديث أوس بن شرحبيل، ورواه في تكملة البحر وغيرها بلفظ: «من مشى مع ظالم وهو يعلم أنه ظالم فقد برئ من الإسلام».
  قال الإمام المهدي: أراد من مشى إليه تعظيمًا له إما بزيارة، أو تسليم، أو تهنئة، أو وداع، إلا لحاجة عارضة يعلم أنه مشى لأجلها فيجوز، كما مشى رسول الله ÷ إلى أبي جهل ليأمره بإيفاء غريمه.
  قلت: رواه ابن هشام في السيرة.
  وعن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله ÷: «أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء سيكونون من بعدي، فمن غشي أبوابهم وصدقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه،