مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة: في أقسام السحر

صفحة 3949 - الجزء 6

  وهم ثلاث فرق: فرقة تزعم أن الأفلاك والنجوم واجبة الوجود لذواتها وهم الصابئة. وفرقة يقولون بإلاهية الأفلاك ويتخذون كل واحد منها هيكلًا، ويشتغلون بخدمتها، وهم عبدة الأوثا.، وفرقة أثبتوا للأفلاك والكواكب فاعلًا مختارًا، لكنهم قالوا: إنه أعطاها قوة عالية نافذة في هذا العالم وفوض تدبيره إليها. ومقتضى قول الفرق الثلاث أن الكواكب تقدر على قلب أعيان، واختراعها، وتغيير الصور، ونحو ذلك مما يشبه المعجزات، كالطيران وقطع المسافات الكثيرة لمدة يسيرة؛ وعلى هذا فالسحر هو فعل هذه الأشياء. وهؤلاء قد تقدم إبطال مقالتهم في المسألة التي قبل هذه.

  القسم الثاني: سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية، فإنهم يزعمون أن الإنسان تبلغ روحه بالتصفية في القوة والتأثير إلى حيث يقدر على الإيجاد والإعدام، والإحياء والإماتة، وتغيير البنية والشكل؛ وقد أطال الرازي الاحتجاج لأهل هذه المقالة. ولقائل أن يقول: إن أرادوا بنسبتهم القدرة على الإيجاد والإعدام إلى الساحر على جهة الحقيقة، فباطل؛ لما مر في الرد على أصحاب النجوم، وإن أرادوا بذلك أن الله قد أجرى العادة بخلق بعض المخلوقات عند حصول تلك الأوهام، فهو مذهب أهل السنة، وقد مر.

  القسم الثالث: الاستعانة بخدمة الجن، وهم الذين استخرجوه من جنس لطيف أجسامهم وهيئاتها، فلطف ودق وخفي؛ وهذا السحر هو المسمى بالعزائم، وتسخير الجن.

  القسم الرابع: التخييلات التي تأخذ بالعيون على جهة الحيلة، ومنه: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ}⁣[الأعراف: ١٦٦]، وتسمى الشعبذة.