مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعل

صفحة 3950 - الجزء 6

  الخامس: أنه الأعمال العجيبة التي تظهر من تركيب الآلات المركبة على النسب الهندسية تارة، وعلى ضروب الخيلاء أخرى، مثل فارسين اقتتلا فيقتل أحدهما الآخر، وكالصور التي يصورها المصورون حتى لا يفرق الناظر بينها وبين الإنسان.

  قلت: ومنه ما يعمل في زماننا هذا، من الطائرات، والسيارات، والراديو التي تحكي الأصوات، وغير ذلك من الأمور العجيبة الغريبة.

  السادس من أنواع السحر: الاستعانة بخواص الأدوية، مثل أن يجعل في طعامه شيئًا من المبلدات والمنومات ونحو ذلك، وخواص الأشياء مما لا سبيل إلى إنكارها؛ للعلم الضروري بوجودها، وإنما يختلف الناس في إدراكها.

  السابع: تعليق القلب، وهو أن يدعي الساحر أنه قد عرف الاسم الأعظم، أو أنه قد ملك الجن، وأنهم ينقادون له حسب إرادته؛ فإذا كان السامع ضعيف القلب وحصل في نفسه نوع من الخوف ضعفت القوى الحاسة، فيتمكن الساحر من أن يفعل به ما يشاء؛ ولا شك أن لتعليق القلب أثرًا عظيمًا في تنفيذ الأعمال.

  الثامن: أنه مركب من كلمات كفرية إلى غير ذلك مما قيل في حقيقته وأقسامه، حتى عد بعضهم منه النميمة؛ لما فيها من قلب الصديق عدوًا والحبيب بغيضًا.

  قال بعض العلماء: هذه الأقوال التي قالوها في حقيقة السحر أنواع من أنواعه، وقد انضم إليها أنواع أخر.