المسألة الرابعة: في الخلاف في تعلم السحر وتعليمه
  قال أبو حيان: ولا شك في أن السحر كان موجودًا؛ لنطق القرآن والحديث الصحيح به. قال: وأما في زماننا الآن فكلما وقفنا عليه في الكتب فهو كذب وافتراء لا يترتب عليه شيء، ولا يصح منه شيء البتة، وكذلك العزائم، وضرب المندل.
  قلت: ولا مانع من وجوده الآن بل هو الظاهر. وأحسن من تكلم في حقيقة السحر وبيان معناه العلامة الغزالي في الإحياء، ولفظه: وهو يعني السحر حق؛ إذ شهد القرآن له، وأنه سبب يتوصل به إلى التفرقة بين الزوجين، وقد سحر رسول الله ÷ ومرض بسببه حتى أخبره جبريل # بذلك، وأخرج السحر من تحت حجر في قعر بشر؛ وهو نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر، وبأمور حسابية في مطالع النجوم، فيتخذ من تلك الجواهر هيكلًا على صورة الشخص المسحور، ويرصد به وقت مخصوص من المطالع، وتقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر والفحش المخالف للشرع، ويتوصل بسببها إلى الاستعانة بالشياطين، ويحصل من مجموع ذلك إجراء الله العادة بأحوال غريبة في الشخص المسحور.
المسألة الرابعة: في الخلاف في تعلم السحر وتعليمه
  ذهب أصحابنا إلى أن تعلمه وتعليمه حرام؛ لقوله تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ}[البقرة: ١٠٢]، ولقوله ÷: «ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ÷». أخرجه البزار من حديث عمران بن الحصين.