المسألة الرابعة: في الخلاف في تعلم السحر وتعليمه
  وأخرج النسائي عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا وكل إليه».
  وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة عن النبي ÷ أنه قال: «من أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ÷».
  قال في النيل: والعراف هو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها.
  وفي حديث أبي موسى: «ثلاثة لا يدخلون الجنة» وعد منهم «المصدق بالسحر»، أخرجه أحمد ومسلم.
  وأخرجا أيضًا عن بعض أزواج النبي ÷ ترفعه: «من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم يقبل الله له صلاة أربعين يومًا».
  وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبذة من السحر زاد ما زاد» أخرجه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، وسكت عنه أبو داود والمنذري، ورجاله ثقات؛ وهو وارد في الزجر عن تعلم النجوم، وقد بالغ في الزجر عنه حتى جعله قطعة من السحر، فكأن السحر مما لا يشك في تحريم تعلمه. ومعنى اقتبس: تعلم، وقوله: زاد ما زاد معناه أنه إذا ازداد من علم النجوم فكأنه ازداد من علم السحر.
  وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعًا: «اجتنبوا السبع الموبقات ...» وذكر منها السحر وأمر باجتنابه. ولو لم يكن في المسألة إلا هذه الآية