الباب الثاني المسائل الفقهية المتعلقة بالبسملة
  وأخرج البيهقي في الشعب من طريق مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن ابن عباس عن النبي ÷ قال: «إن الله قد أنزل علي سورة لم ينزلها على أحد من الأنبياء والرسل قبلي» قال النبي ÷: «قال الله تعالى: قسمت هذه السورة بيني وبين عبادي فاتحة الكتاب جعلت نصفها لي ونصفها لهم وآية بيني وبينهم، فإذا قال العبد: ﷽ قال الله: عبدي دعاني باسمين رقيقين أحدهما أرق من الآخر فالرحيم أرق من الرحمن وكلاهما رقيقان ...» الخبر بطوله ذكره في الدر المنثور، ثم قال: قال البيهقي: قوله: (رقيقان) قيل: هذا تصحيف وقع في الأصل وإنما هو رفيقان، والرفيق من أسماء الله، قلت: يعني أن الحرف الأول فاء لا قاف.
  وأخرج مسلم عن أنس قال: بينا رسول الله ÷ ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسماً فقال: «أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ ﷽. إنا أعطيناك الكوثر ...» الحديث، وأخرجه أحمد والنسائي.
  فهذه الأحاديث والآثار مع ما سيأتي من ثبوت الجهر بها يفيد التواتر المعنوي بكونها قرآناً وما(١) في بعضها من الدلالة على كونها آية من أول كل سورة، مع ما تقدم من إجماع العترة، ونقل الأمة لها لفظاً وخطاً على حد نقل القرآن العظيم بلا فرق بينها وبين سائر الآيات، حتى أن الذي لم يسمع بالخلاف لم يجد فرقاً البتة يفيد(٢)
(١) مبتدأ. تمت مؤلف.
(٢) خبر. تمت مؤلف.