الباب الثاني المسائل الفقهية المتعلقة بالبسملة
  قلت: أبو الطاهر هو أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب # وهو أجل من أن يدخل أدنى ريب في صحة روايته فضلاً عن أن يوصم بالكذب، كما رواه الشوكاني عن أبي حاتم وغيره.
  قال في (الطبقات): أخذ عن جماعة: منهم أبوه ومحمد بن جعفر، وحسين بن علي بن زيد بن علي، والنفس الزكية، وأخذ عنه محمد بن منصور، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد عالم الكوفة، وأحمد بن منذر وغيرهم، كان عالما زاهداً يلقب بالفنفنة لتفننه في العلوم.
  وفي الأمالي عن عبد الرحمن بن أبزى أنه صلى خلف عمر فسمعه يجهر ب ﷽. وروى الجهر بها عن عمر البيهقي، وأبو الفتح اليعمري وغيرهما.
  وفي الأمالي عن نافع عن ابن عمر أنه كان يجهر ب ﷽.
  وأخرج الثعلبي عن علي بن زيد بن جدعان أن العبادلة كانوا يستفتحون القراءة ب ﷽ يجهرون بها: عبد الله بن عباس(١)، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير.
(١) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، بحر الأمة، وترجمان القرآن، ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وحنكه النبي بريقه وقال: «اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل»، وهو أحد العبادلة، وأحد الستة المكثرين في الرواية، وكان يجلس يوماً للتفسير، ويوماً للفقه، ويوماً للشعر، ويوماً لأيام العرب، وشهد مع الإمام علي # حروبه، واستعمله على البصرة، توفي بالطائف سنة (٧٠ هـ) عن واحد وسبعين، وقد كف بصره، وصلى عليه محمد بن الحنفية وقال: اليوم مات رباني هذه الأمة، وما نسب إليه من الأحاديث الضعيفة فمردود على ناقله، لأنه كان يتثبت كثيراً، وقد كُذِب على المصطفى ÷، فما بالك بغيره؟.