مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}

صفحة 547 - الجزء 1

  وفي (نهج البلاغة) وكتب القاسم بن إبراهيم # كثير من ذلك.

  الفرق السابع: ذكره عبد اللطيف البغدادي وهو أن في الحمد تعظيماً وفخامة ليست في المدح والشكر، وهو أخص بالعقلاء والعظماء منهما، فلذلك كان إطلاقه على الله أكثر، وقد يطلق عليه المدح، قال ÷: «إن الله يحب المدح ولذلك مدح نفسه». ويقال: مدح الإنسان نفسه ولا يقال: حمدها إلا إذا طلب منها فضيلة فطاوعته.

  قلت: الحديث لم أجده بهذا اللفظ، وقد مر من رواية الأسود بن سريع بلفظ: «ليس شيء أحب إليه الحمد من الله»، وهو في الجامع الصغير من حديثه بلفظ: «إن الله يحب أن يحمد»، ونسبه إلى الطبراني في الكبير ولم أقف عليه بلفظ: «المدح» إلا في كلام للسبكي استدرك فيه على عبد اللطيف لفظ الحديث، فقال إن لفظه: «لا أحد أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه».

  وقال الحفني في حاشية الجامع: وفي لفظ أن يمدح موضع أن يحمد.

  قلت: وهذا عند التحقيق ليس فرقاً بيناً، وقد ذكره عبد اللطيف أن معناهما متقارب، لكن سيأتي أن اللغة تقتضي الفرق بينهما.

  الفرق الثامن: حكاه النسفي وهو أن المدح ثناء على ما هو له من أوصاف الكمال ككونه باقياً قادراً عالماً، والشكر ثناء على ما هو له من أوصاف الإفضال والحمد يشملهما، وهذا أقرب الأقوال من معانيها اللغوية، وقد استفيد منه أن الفرق بين الحمد والشكر من حيث العموم والخصوص، وهو أن الحمد يكون في مقابلة الفضائل