[اللغويات]
  وروى أبو داود عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله ÷ أنه قال: «ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشِك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يُقرُوهُ فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه».
[اللغويات]
  يوشِك: بكسر الشين أي يسرع والمعنى: عن قريب وقد وقع هذاه والأريكة: السرير، والمراد أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت ولم يطلبوا العلم. وقَرَى الضيفَ يَقريه قِرى بالكسر وقَراءً بالفتح والمد: أحسن إليه والقراء أيضاً ما يقرى به الضيف.
  قال الخطابي: والحديث يحتمل أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثلما أعطي من الظاهر المتلو، ويحتمل أنه أوتي الكتاب وحياً يتلى، وأوتي من البيان مثله، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص ويزيد عليه. وفي قوله: «يوشك» ... إلخ التحذير من مخالفة السنن التي بينها مما ليس له في القرآن ذكر على ما ذهبت إليه الخوارج والروافض(١)، فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي قد تضمنت بيانه فتحيروا وضلوا.
(١) الروافض الذين رفضوا الإمام زيد بن علي #، ويطلق على الرافضين لأهل البيت، في كل زمان، ومكان، ولا شك أن لأكاذيب الروافض القدماء، من الأثني عشر في الحديث، والسير، والتراجم، والعقائد، إسهام في إصدار مثل هذه الأحكام على الشيعة بأكملهم، ولو قرأنا كتب الرجال والحديث عند هولاء، لوجدنا العجب العجاب.