مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}

صفحة 864 - الجزء 2

  فزادك» وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال: الحمد لله كلمة الشكر، إذا قال العبد: الحمد لله، قال الله: شكرني عبدي.

  وأخرج الترمذي وحسنه، والنسائي وابن ماجة وابن حبان والبيهقي في الشعب عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله ÷: «أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله» وأخرجه أيضا الحاكم وصححه، ويستفاد من الحديث أن قول العبد: لا إله إلا الله أفضل من قوله: الحمد لله؛ لأن الحمد ذكر، وإنما سماه دعاء مجازا، لأن الدعاء عبارة عن طلب الحاجة من الله تعالى ولما كان الحمد إذا وقع في مقابلة نعمة وحمد الباري لا يكون إلا كذلك كان شكرا والشكر يتضمن الطلب للزيادة الموعود بها في قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}⁣[إبراهيم: ٧] وقد اختلف العلماء في تفضيل إحدى الكلمتين على الأخرى، فذهب بعضهم إلى ما ذكرنا لهذا الخبر، ولقوله ÷: «أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، ولأنها كلمة التوحيد، وعليها يقاتل الخلق، ولأن الإيمان لا يصح إلا بها، وذهبت طائفة إلى تفضيل قوله: الحمد لله رب العالمين؛ لأن في ضمنه التوحيد الذي هو: لا إله إلا الله، ففيه توحيد وحمد، وأخرج البيهقي عن أنس عن رسول الله ÷ قال: «التأني من الله والعجلة من الشيطان، وما شيء⁣(⁣١) أكثر معاذير من الله، وما شيء أحب إلى الله من الحمد» وذكر في الجامع صدره


(١) فيه أنه يطلق على الله لفظ شيء. تمت مؤلف.