مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة: في تبيين الكتاب بالسنة وما صح عن أمير المؤمنين # وأئمة العترة وإجماع الأمة والرد على من تعلق بظاهر الكتاب وترك العمل بالسنة

صفحة 90 - الجزء 1

  إليه وهو أنه ليست كل آية لها تفسير من النبي ÷، وأنه لا يتوقف تأويله على السماع.

  قال ابن عطية: ومعنى هذا الحديث⁣(⁣١) في مغيبات القرآن وتفسير مجمله، ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى.

  وفي البحر المحيط: عن ابن عباس أن رجلاً سأل النبي ÷ فقال: أي علم القرآن أفضل؟ فقال ÷: «عربيته فالتمسوها في الشعر»، فأمر بالرجوع في تفسيره إلى لغة العرب، وجعلها أفضل علومه.

  وفي البحر أيضاً: قال رسول الله ÷: «لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوهاً كثيرة».

  والمراد أن يولج بصره، ويمعن نظره، ويتدبر آياته حتى يستخرج منه علوماً كثيرة، ومسائل متعددة، وهذا حق فقد تشتمل الآية الواحدة على فنون شتى من العلم أصولاً، وفروعاً، وآداباً، وقواعد عربية، ونكتاً وغير ذلك {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ٢٤}⁣[محمد].

  وقد روي عن علي # أنه قال: (ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن آراء الرجال تعجز عنه).

  وعن علي # أنه كان يثني على تفسير ابن عباس ويحض على الأخذ عنه، ولو كان مسموعا عن النبي ÷ لم يكن له مزية على غيره، وإنما أثنى عليه لحسن فهمه وقوة استنباطه، ولهذا قال⁣(⁣٢) فيه: (ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق).


(١) أي حديث عائشة. تمت مؤلف.

(٢) أي علي #. فيه: أي في ابن عباس. تمت مؤلف.