مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة: {اهدنا} صورته صورة الأمر

صفحة 924 - الجزء 2

  الاستعاذة وفيما بعدها من المباحث، وهذا إمامهم زيد بن علي # قد تقدم عنه قريباً أن العباد لا ينالون خيراً إلا بالله.

  وقال الناصر #: فتبارك الله أحسن الخالقين المنعم الموفق للدين، والواهب المعرفة به وحسن اليقينه ولو تتبعت كلام أئمة العترة وغيرهم من العدلية لوجدتهم كلهم مجمعين على أنه لا غنى للعبد عن ربه وعن ألطافه ومعونته، وقال السيد ما نكديم في الرد على المجبرة الما استدلوا على عدم تقدم القدرة لمقدورها بأنها لو تقدمت لوجب انقطاع الرغبات عن الله، وذلك بخلاف ما عليه المسلمون، فإن رغباتهم لا تنقطع، فأجاب: بأنه يلزم ذلك لو لم يجوز انتفاء القدرة بعد وجودها، فأما مع جواز انتفائها بأدنى تعب فلاء فلو كان مذهب العدلية ما ذكره ابن جرير لم يكن لإلزامهم بعين مذهبهم فائدة ولكان جواب السيد بالتزامه، ولكنه كما ترى إنما أجاب بعدم اللزوم، وأن العبد مفتقر إلى ربه في حفظ ما أعطاه من القوة، وهذا افتقار لا ينفك عنه العبد، وعلى الجملة فإن العدلية إنما ينفون إيجاب ما يعطيه الله العبد من القدرة واللطف والمعونة، ويثبتون اختيار العبد مع اعترافهم بعدم استقلاله بفعله على وجه يستغني به عن ربه.

المسألة الثالثة: {اهْدِنَا} صورته صورة الأمر

  ومعناه: الدعاء والرغبة. وقد ذكر الأصوليون وغيرهم لصيغة: (افعل) وما يقوم مقامها معاني كثيرة:

  أحدها: الوجوب وهو طلب الفعل على جهة الاستعلاء والجزم كـ: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ}⁣[البقرة: ٤٣].