مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم 6} من سورة الفاتحة

صفحة 936 - الجزء 2

  الثامن عشر: التكذيب، كقوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ}⁣[آل عمران: ٩٣] وهو قريب من التعجيز.

  التاسع عشر: التحيير⁣(⁣١) والتلهيف، كقوله تعالى: {مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}⁣[آل عمران: ١١٩].

  العشرون: التصبير من الصبر كقوله تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا}⁣[الحجر: ٣]، {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ}⁣[الطارق: ١٧] إلى غير ذلك من المعاني وهي متداخلة. والعلاقة في المعاني الأخيرة تظهر بالرد إلى ما سبق، فإن التحيير يرجع إلى الإهانة، والمشاورة والاعتبار والتصبير يرجع إلى الندب، إذ فيها معنى التأديب والإرشاد.

  إذا عرفت هذا فقد اختلف فيما هو حقيقة فيه من هذه المعاني على أقوال:

  القول الأول: إنه حقيقة في الوجوب، وهو قول الجمهور من أئمتنا $ وغيرهم، ثم اختلفوا فقال أكثرهم: هو للوجوب لغة وشرعاً، وقال أبو طالب والبلخي والحاكم وأبو عبد الله البصري والجويني، ونصره القاضي شمس الدين في البيان: بل شرعًا فقط.

  القول الثاني: إنه حقيقة في الندب لا غير، وهذا قول أبي هاشم وقاضي القضاة، وأحد قولي أبي علي، وإحدى الروايتين عن المنصور بالله، والرواية الأخرى عنهما كالجمهور، وروي القول بالندب أيضًا عن بعض الفقهاء وهو إحدى الروايتين عن الشافعي


(١) التحبير بالحاء المهملة أي إيقاعهم في الحيرة. تمت مؤلف.