قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} من سورة الفاتحة
  والجواب من وجوه:
  أحدها: أن ذلك مشروط بكونه مقدوراً وإن لم يلفظ به فهو في حكم الملفوظ، وكذلك سؤال العافية مشروط بالصلاح.
  قال القرشي: ولولا أن السمع منع من سؤال المرض إذا تعلق به صلاح لسألناه، واعترضه الإمام عز الدين # فقال: لا أعلم دليلاً من السمع يمنع من ذلك إلا أن يدعي الإجماع ولا يثبت بهذه المسألة، ولكن يعرف ذلك من وجوب دفع الضرر فيقال: إذا كان الواجب على العاقل دفع الضرر عن نفسه كالمرض بالأدوية وغيرها، فبالأولى أن لا يسأل الضرر.
  قيل: وقد اختلف في الدعاء على النفس بمضار الدنيا، فقيل: لا يحسن مطلقا، وقيل: عدم حسنه مشروط بأن لا يكون فيه صلاح.
  ثانيها: أن طلب اللطف تعبد كما تعبدت الملائكة بالاستغفار لمن تاب، وهذا جواب عن قولهم: لو كان واجبا لما حسن طلبه.
  وأما طلب العافية فقال الإمام المهدي #: يجوز أن يكون كالتداوي الذي أمرنا به، ووجهه أنه ربما يحصل به من اللطف ما يقوم مقام الألم فيه، فإن صح ذلك وإلا كان تعبدا.
  ثالثها: أنه لا يمتنع أن يكون لنا في هذا الدعاء صلاح المستقبل كغيره من الأدعية.
  قال الإمام عز الدين #: هذا الوجه قوي جداً، وتحقيقه أنا