[كتاب الغصب والمظالم]
[كتاب الغصب والمظالم]
  الغصب استهلاك مال الغير أو حقه أو الاستيلاء عليهما عُدْوَاناً وان لم ينو على الاصح والظلم: هو القول أو الفعل العاري عن نفع ودفع واستحقاق. وفي التعريفات للجرجاني والقاموس المحيط لمجد الدين: وضع الشيء في غير موضعه وهما قبيحان عقلا وشرعا. قال الله تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ٤٢} إلى قوله {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ٤٧}[إبراهيم] وقال تعالى {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}[البقرة: ١٨٨] وقال تعالى {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ٨٥}[هود] وقال تعالى {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ٢٠٥}[البقرة].
  وفي الأحكام للهادي # في باب القول في معاونة الظالمين: فيه أقول: لا تجوز معاونة الظالم ولا معاضدته ولا منفعته ولا خدمته كائنا من كان من آل رسول الله ÷ أو من غيرهم كل ظالم ملعون وكل معين ظالم ملعون. وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من جَبَا درهما لإمام جائر كبه الله في النار على منخره». وفي ذلك ما يقول: ان المعين للظالمين كالمعين لفرعون على موسى. وفي ذلك ما بلغنا عن أبي جعفر بن محمد بن علي انه كان يروى ويقول اذا كان القيامة جعل سرادق من نار وجعل فيه اعوان الظالمين ويجعل لهم أظافير من حديد يحكون بها أبدانهم حتى تبدوا أفئدتهم فيقولون ربنا ألم نكن نعبدك؟ فيقول بلى ولكنكم كنتم أعوانا للظالمين.
  وفي الأمالي للإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني الحسني # قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي المعروف بابن الاستاذ بقزوين قال: حدثني أبو الحسين محمد بن جميعه بن زهير قال: حدثنا عيسى بن حميد الرازي قال: حدثنا الحارث بن مسلم الروذي قال: حدثنا بكر بن كَثِير السقا عن الزهري عن محمد بن طلحة بن عبيد الله عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من غل