الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب السلم)

صفحة 111 - الجزء 4

(باب السّلم)

  الأصل فيه من الكتاب قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}⁣[البقرة: ٢٨٢] قال ابن عباس: أشهد أن السلم المضمون إلى أجل مسمي قد أحله الله في كتابه وأذن فيه وتلى هذه الآية رواه عنه في الشفا.

  وفي شرح الأحكام: أخبرنا السيد أبو العباس | قال: أخبرنا علي بن يزيد بن مخلد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن هشام الدستوى عن قتادة عن أبي حسان الاعرج عن ابن عباس قال: اشهد أن السلف مضمون إلى أجل مسمي أن الله قد احله وأذن فيه ثم قرأ قوله تعالى {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}⁣[البقرة: ٢٨٢] واخرج الطبراني والحاكم والبيهقي من طريق قتادة ايضا عن ابي حسان الأعرج عن ابن عباس قال: أشهد أن السلف المضمون إلى أجل مسمى مما أحله الله في الكتاب وأذن فيه قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ}⁣[البقرة: ٢٨٢] الآية وقد علقه البخاري.

  ومن السنة ما رواه الهادي في الأحكام قال: بلغنا عن رسول الله ÷ ان يهوديا أتاه وقال له إن شئت يا محمد أسلمت لك وزنا معلوما في كيل معلوم إلى أجل معلوم في تمر معلوم من حائط معلوم؟ قال رسول الله ÷: «لا يا يهودي. ولكن إن شئت فأسلم وزنا معلوما إلى أجل معلوم في تمر معلوم وكيل معلوم ولا اسمي لك حائطا. فقال اليهودي: نعم فأسلم. فلما كان آخر الأجل جاء اليهودي إلى رسول الله ÷ يتقاضاه فقال له رسول الله ÷ ان لنا بقية يومنا فقال: إنكم معشر بني عبد المطلب قوم مطل. فاغلظ له عمر فقال له رسول الله ÷: «انطلق معه إلى موضع كذا وكذا فأوفه حقه وزده كذا وكذا للذي قلت له». ورواه في أمالي أحمد بن عيسى. وفي الشفا بكماله. وفي أصول الأحكام طرف منه «إلى بقية يومنا». وبكماله في رواية أخرى وأرسلا الرواية إلى الهادي #