الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (والضيافة واجبة على أهل الوبر)

صفحة 396 - الجزء 3

  يأكل الثرى من العطش. فقال الرجل. لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل ما كان بلغ بي. فنزل البير فملأ خفه ماء فأمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب. فشكر الله له، فغفر له. قالوا: يا رسول الله: إن لنا في البهائم لأجراً؟ قال: في كل ذات كبد رطبة أجر».

  وفي الأحكام: قال يحيى بن الحسين سلام الله عليه: بلغنا عن الحسن بن علي @ أنه قال: قال رسول الله ÷: «ما آمن بالله. قالوا: من يا رسول الله؟ قال: من بات شبعان وجاره جائع».

  وبلغنا عن رسول الله ÷ انه قال: «البر وحسن الجوار زيادة في الرزق وعمارة للديار».

  وفيه: وبلغنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه $ قال: «من قضى لمؤمن حاجة، قضى الله له حوائج كثيرة، إحداهن الجنة، ومن نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم القيامة، ومن أطعمه من جوع من أطعمه الله ثمار الجنة، ومن سقاه من عطش سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كان في ضمان الله ما بقي عليه من ذلك الثوب سلك، والله لقضاء حاجة المؤمن أفضل من صوم شهر واعتكافه».

(فصل) (والضيافة واجبة على أهل الوبر)

  روي في الشهاب للقضاعي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «الضيافة على أهل الوبر وليس على أهل المدر».

  قال الهادي # في الأحكام في أثناء باب التجمل بالثياب في تفسير قوله تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ٣١}⁣[الأعراف]: فأما إنفاق المرء على إخوانه، وإطعامه لهم، وإنفاقه في الضيافة وعلى من غشيه وطلب رفده منهم،