الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب) (ذكر ما يستباح أكله)

صفحة 360 - الجزء 4

(باب) (ذكر ما يستباح أكله)

  في الاحكام ثم قال الله سبحانه تعريفا لعباده بمنته عليهم {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٣٢}⁣[الأعراف] وقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ٥١}⁣[المؤمنون] فاطلق سبحانه لعباده المؤمنين، وانبيائه المرسلين، أكل طيبات رزقه ولم يحظر عليهم شيئاً من هباته، وجعل كل ما خلق على وجه الارض لهم رزقاً فأطلق لهم أن يأكلوا من حله، ولم يجز لهم ان يأكلوا غصبا من أحد من خلقه، وقال سبحانه وتعالى {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}⁣[البقرة: ١٨٨] وقال تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}⁣[البقرة: ٢٩] وقال الله تعالى {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}⁣[الأنعام: ١٤٥].

  يدل على أن الاصل في كل الدواب هو الإباحة.

  وفي آمالي الإمام المرشد بالله #: أخبرنا ابن زيذة قال: اخبرنا الطبراني قال: حدثنا اسحق بن ابراهيم الدبري قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عياض بن حمار المجاشعي، قال «قال رسول الله ÷ إن الله أمرني أن اعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا وأنه قال: كل مال نحلته عبادي لهم حلال» الحديث بطولة.

  وقد أخرجه الامام المرشد بالله # من سبع طرق فيه.