الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في نجاسة الكفار)

صفحة 182 - الجزء 1

  وفي الكشاف عن عدي بن حاتم: انتهيت إلى رسول الله ÷، وفي عنقي صليب من ذهب، فقال: «أليسوا يحرمون ما أحل الله، فتحرمونه؟ ويحلون ما حرم الله، فتحلونه؟، قلت: بلى. قال: «فذلك عبادتهم». ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر، قال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}⁣[المائدة]. وقال تعالى:

  {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}⁣[الشورى: ٢١]. وقال الله سبحانه في المنافقين! {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ}⁣[التوبة: ٩٥].

  وما روي من طهارة الكافر فهو مصادم للكتاب العزيز كما في الايتين الكريمتين.

  وأما قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}⁣[المائدة: ٥] فالمراد بها من لا يحل ما حرم الله، ولا يحرم ما أحل الله، ولا اتخذ الاحبار والرهبان ونبي الله عيسي بن مريم أرباباً من دون الله، لأن قوله: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ}⁣[التوبة: ٢٨] يتناول من ذكرنا من أهل الكتاب، فهو مخصص لقوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}⁣[المائدة: ٥] ويكون هذا التخصيص أحوط، لأنه معلوم السلامة؛ لأن الآية الحاكمة بتنجيسهم حاظرة، والآية القاضية بحل طعامهم مبيحة، فالعمل بالاباحة مع صحة كونهم مشركين غير معلوم السلامة، والله سبحانه يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}⁣[الإسراء: ٣٦]

[نجاسة الكلب]

  والكلب كله نجس. والدليل على ذلك ما رواه المؤيد بالله # في شرح التجريد قال: أخبرنا أبو الحسن بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن شجاع قال: حدثنا