الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في الرمي)

صفحة 16 - الجزء 5

  وأخرج الترمذي وأبو داود من حديث أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة أن ركانة صارع النبي ÷ على شاة قال الترمذي غريب واسناده ليس بالقايم وستاتي رواية الشفا إن شاء الله

  وأخرج أبو داود في المراسيل عن سعيد بن جبير قال كان رسول الله ÷ بالبطحا فأتى عليه يزيد بن ركانة أو ركانة بن يزيد ومعه عنز له فقال له يا محمد: هل لك أن تصارعني فقال: «ما سبقي؟» قال شاة من غنمي فصارعه مصرعه وأخذ الشاة فقال ركانه: هل لك في العود؟ ففعل ذلك مراراً فقال: يا محمد والله ما وضع جنبي إلى الأرض غيرك وما أنت الذي تصرعني فاسلم ورد عليه النبي ÷ غنمه.

(فَصْلٌ) (في الرمي)

  الأصل فيه قوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}⁣[الأنفال: ٦٠] جاء في تفسير القوة: ألا إنها القوس ثلاثا. وذكر السيد العلامة محمد بن ادريس الحمزي في كتاب التيسير لفوايد الإكسير في علم التفسير ما لفظه وفي الحديث ان النبي ÷ قال على المنبر ثلاثا «إنها الرمي» ومعناه في الشفا عن عقبة وهو عنه في سنن ابن ماجة

  وفيه وعنه ÷ «من اتخذ قوسا وجفيرا نفى الله عنه الفقر»، رواهما الثعلبي في تفسيره. والجفير: الكنانة. وفي الشفا روى سلمة بن الأكوع قال أتى علينا رسول الله ÷ ونحن نترامى فقال: «حسن هذا لعباً: إرموا بنى إسمعيل فإن أباكم كان راميا: إرموا وانا مع ابن الأكوع» فكف القوم أيديهم وقسيهم وقالوا: غلب يا رسول الله من كنت معه فقال: «ارموا وأنا معكم جميعا»

  وبمعناه اخرج البخاري عنه بلفظ: قال: خرج رسول الله ÷ على نفر من أسلم وهم ينتضلون بالسوق فقال ÷: «إرموا يا بني إسمعيل فإن أباكم كان راميا: ارموا وانا مع بني فلان» قال: فأمسك أحد الفريقين فقال رسول الله ÷ «ما لكم لا ترمون؟» قالوا وكيف نرمي وأنت معهم؟ فقال ÷: «ارموا وأنا معكم كلكم».