[رواية البخاري عن حذيفة]
[رواية البخاري عن حذيفة]
  وأخرج البخاري في تفسير سورة برآءة عن زيد بن وهب قال: كنا جلوسًا عند حذيفة فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية يعني: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ}[التوبة: ١٢] إلا ثلاثة. وما بقي من المنافقين إلا أربعة، فقال أعرأبي إنكم يا أصحاب محمد تخبروننا بأخبارٍ لا ندري ما هي؟! تَزعمون ألاَّ منافق إلا أربعة؛ فما بال هؤلاء الذين ينقرون بيوتنا، ويسرقون أعلاقنا(١)؟ فقال: أولئك الفساق ... أجل ولم يبق منهم إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير، لو شرب الماء البارد لم يجد برده.
  وفي تفسير الثعلبي رفعه إلى ابن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله ÷ قال: «يَرِدُ عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلأون عن الحوض؛ فأقول: يا رب ... أصحابي أصحابي ... فيقال: إنك لا علم لك بما أحدثوا إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري».
  وفي الجمع بين الصحيحين قال، أخرجه البخاري مِن حديث عطا بن يسار عن أبي هريرة عن النبي ÷ أنه قال: «بينا أنا قائم؛ إذ أقبلت زُمرةٌ حتى إذا عرفتهم؛ خرج رجل مِن بيني وبينهم فقال: هلم ... فقلت إلى أين؟ قال: إلى النار والله ... قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا ... فلا أراه يخلص منهم الاَّ مثل همل النعم».
  وأخرج مالك في الموطأ؛ عن العلا بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ خرج إلى المقبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين ... وإنا إنشاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا ... فقالوا: يا رسول الله ÷؛ ألَسْنا بإخوانك؟ قال: بل أنتم أصحابي ... وإخواننا الذين يأتون بعد، وأنا فرطهم على الحوض، فقالوا يا رسول الله؛ كيف تعرف مَن يأتي بعدك مِن أمتك؟ قال: أرا أيت لو
(١) العِلْق بالكسر النفيس من كل شيء الجمع أعلاق و علوق والجراب ويفتح فيهما والثوب الكريم أو الترس أو السيف. انتهى من القاموس.