الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب التيمم)

صفحة 259 - الجزء 1

  وفي أمالي أحمد بن عيسى @: قال: محمد؛ حدثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: حدثني أبو جعفر قال: «خرج رسول الله ÷، فإذا هو بعمّار في رَمْلة يتمرغ فيها ... فقال مالك: تمعك تمعك الحمار؟! فقال: أصابتني جنابة. فقال: إنما يجزيك أن تصنع كذا؛ ثم ضرب بيديه ثلاثة فتيمم».

  وفيها أيضاً: قال محمد: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب قال: حدثني ابن لَهِيعَة، عن عيسي بن موسى بن حميد، عن أبي شعيب، عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله ÷؛ أصبت أهلي، ولا أقدر على الماء، قال: «أصب أهلك، ولو لم تجد الماء عشر سنين، فإن التراب كافيك».

  وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن جابر قال: قال رسول الله ÷: «أُعطيت خمسا لم يعطهن أحدٌ من قبلي، إلى أن قال: وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً».

  وأخرج مسلم عن حذيفة قال: قال رسول الله ÷ «فُضلنا على سائر الناس بثلاث خصال؛ جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت الأرض مسجداً كلها، وجعلت تربتها لنا طهوراً».

[كيفية التيمم]

  وأخرج أبو داود والنسائي عن عمار قال: «أن رسول الله ÷ عرس باولات الجيش⁣(⁣١)؛ ومعه عائشة، فانقطع عقد لها من جزع ظفار، فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر، وليس مع الناس ماء، قال فتغيض عليها أبو بكر وقال: حبست الناس وليس معهم ماء فأنزل الله على رسوله رخصة التطهر بالصعيد الطيب، فقام المسلمون مع رسول الله ÷، وضربوا بأيديهم الأرض، ثم رفعوا أيديهم ولم يقبضوا من التراب شيئا، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط.


(١) وادياً بالقرب من المدينة وفي أسباب النزول بذات الجيش، وعرس اذ أنزل المسافر ليستريح نزلة ثم يرتحل، قال أبو زيد: وقالوا عرس القوم في المنزل تعريسا إذا نزلوا أي وقت كان من ليل أو نهار. كذا في المصباح المنير للفيومي.