الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(كتاب الوكالة)

صفحة 489 - الجزء 4

(كتاب الوكالة)

  في اللغة هي الحفاظة قال الله تعالى {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ٨١}⁣[النساء] أي حافظا وفي الشرع: إقامة الغير في الحيوة مقام النفس فيما يصح النيابة فيه، وقلنا فيما تصح النيابة فيه احتراز عن إيجاب أي أمر وعن تأدية يمين ونحو قذف ولعان مطلقا، وعن تأدية القرب البدنية إلا الحج لعذر، وركعتي الطواف، والاعتكاف الذي أوجبه المكلف على نفسه وتعذر عليه تأديته ويدخل الصوم تبعاً، وعن محظور، وعن اثبات حد، وقصاص، وقذف وعن استيفائها إلا بحضرة الأصل، وعن شهادة يؤديها عنه إلا الإرعاء، وعن مباح لا يملك إلا بالفعل كإحيا أو احتطاب، وعن ما ليس للأصل توليه في الحال إلا الموكلة بالتزويج.

  وتصح فيما عدا ذلك ويدل عليها من الكتاب: قوله تعالى {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ}⁣[الكهف: ١٩] وقوله تعالى {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ٥٥}⁣[يوسف] وقوله تعالى {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ}⁣[يوسف: ٦٢] وهذا توكيل لهم.

  ومن السنة ما رواه في الشفا «أن النبي ÷ «أمر عروة البارقي وحكيم بن حزام باشتراء الإضحية لله، ووكل عمرو بن أمية الضمري بتزوج أم حبيبة له وهي رمله بنت أبي سفيان».

  وفي مجموع الامام زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ أنه وكل الخصومة إلى عبد الله بن جعفر وقال ما قضي له فلي وما قضي عليه فعلي وقد كان قبل ذلك وكل الخصومة إلى عقيل بن أبي طالب حتى توفى⁣(⁣١).


(١) الظمير في توفى إلى امير المؤمنين # أي انه استمر توكيله لعبد الله من جعفر حتى توفى بعد ان كان وكل عقيل بن ابي طالب | وقوله وكان قبل ذلك: جملة معترضة تمت إملاء مولانا مجد الدين.