الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(وذكر الهجرة الكبرى)

صفحة 361 - الجزء 5

(وذكر الهجرة الكبرى)

  هجرة النبي ÷ إلى المدينة. في المصابيح قال السيد أبو العباس: أخبرنا الحسن بن علي الجوسقي بإسناده عن أبي اسحاق، عن عدة، قال: «لما هلك أبو طالب وطمعت قريش في رسول الله ÷ خرج الى الطائف يلتمس نصرا من ثقيف فأغروا به سفهاءَهم وعبيدهم حتى ألجأوه إلى الحايط فقال: اللهم إني أشكو اليك ضعف قُوَّتي، وقلة حيلتي، وهو اني على الناس. أرحم الراحمين: أنت رب المستضعفين. وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك. لك العتبي حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك وانصرف يريد مكة حتّى اذا كان بنخلة «قام في جوف الليل يصلي فمر به سبعة نفر من جن نصيبين فاستمعوا له، فلما فرغ، وَلَوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا. قال الله تعالى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١}⁣[الجن] الآيات».

  ثم قدم مكة فأتاه سويد بن الحارث من أشراف أهل الطائف فقال #: ألست سويد بن الحارث؟ قال: بلى. قال: يا سويد: انزع عن عبادة الأصنام. يا سويد: إن رجلا من قومك يقال له عوف تلسعه رتيلا فيموت عند المساء، ورجع سويد


= وفيها: قال أخبرني أبي رحمه قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: أخبرنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير البجلي: قال: حدثنا أبان بن عثمان قال: حدثني زوارة عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ قال: أهدت الخيبرية شاة مصلية إلى رسول الله ÷ وعنده رجلان فقالت هذه يا أبا القاسم هدية فأخذ أحدهما لقمتين والأخر لقمة وأخذ رسول الله ÷ الذراع وقد كانت سألت اي شيء يجب من الشاه فلما أخذ رسول الله ÷ الذراع كلمته فقالت: هي مسمومة فوضعها وقال للرجلين: انتما لا تأكلا فأمَّا صاحب اللقمتين فلم يلبث أن مات وأما صاحب اللقمة فمكث يومين وليلتين فمات فقال ÷ لها وهي وينب بنت الحارث اخت مرحب: يا عدوة الله ما دعاك إلى هذا؟ قالت: قتلت رجالي، فقلت: إن كان ملكاً أرحَتُ الناس منه، وإن كان نَبِيًّا فسيعلم قمت الحاشية.