(كتاب الاقرار):
(كتاب الاقرار):
  الإقرار لغة: وضع الشيء في قراره. وعرفاً: الاعتراف بحق مالِيّ، أو غيره.
  والدليل عليه قوله تعالى {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ١٤}[القيامة].
  في الثمرات قال ابن عباس يعني: شاهدةٌ على فعله وهذا نظير قوله تعالى {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ١٤}[الإسراء] وقد استثمر من هذا أن إقرار الإنسان على نفسه حجة يحكم بها عليه في الدنيا لأن الله تعالى جعل شهادة الإنسان على نفسه حجة عليه في الآخرة وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}[النساء: ١٣٥] والشهادة على النفس هو الاقرار، وهذا هو الظاهر وقد قيل في تأويله هذه الآية: ولو كانت الشهادة وبالاً على أنفسكم بأن تخشى هلاكا سبب أداء الشهادة على النفس أو الدين لكن المصحح عند أئمتنا $ أنه مع خشيته أن يحصل ضرر بأدائها يسقط الواجب من أدائها وقوله تعالى {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ}[البقرة: ٢٨٢] قيل والإملال هو الإقرار والاعتراف.
  قال الهادي # في الأحكام في كتاب البيع وأما قوله تعالى {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ}[البقرة: ٢٨٢] فان السفه هاهنا: سفه العقل وقلته، إما بصغر السن وإما بضعف العقل وأما قوله سبحانه: أو ضعيفا فان الضعف قد يكون ضعف العقل وضعف المرض أو ضعف المُمِلِّ للكلام للعلة النازلة وكذلك قوله تعالى {أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ}[البقرة: ٢٨٢] فقد يكون لعَيِّهِ عن حُجة أو لصغر سن أيضا أو لعله تمنعه من ذلك فإن كان ذلك كذلك وجب على الولي أن يَمِلّ ما يجب على صاحبه وأن يبينه ويشرحه بحضره من صاحب الدين وإقرار منه به عند الشاهدين.