(فصل) (هل للإمام أن يخرج نفسه من الامامة أن أجيب؟)
(فَصْلٌ) (هل للإمام أن يخرج نفسه من الامامة أن أجيب؟)
  في الجامع الكافي قال أحمد بن عيسى # قد سئل الحسين بن علي ÷ أن يترك ويرجع من حيث جاء غير تارك للأمر الذي جاء فيه ولا راغب عن ثواب الله ولكن اتباعا لأمر الله فيما أمر به من طلب القوة والاستعداد لعدوه إلى أن يرى لذلك وجهاً.
  قال محمد: وسمعت القاسم يذكر قريبا من هذا المعنى وينبغي أن يكون ذلك من الحسين لا تارك للأمر الذي دخل فيه.
  قال القاسم # ليس للإمام بعد أن يعقد له الإمامة أن يُخرج نفسه مما عقد له إذا خاف قلت أنصاره أو كثرت.
  قال محمد: فذكرت له مما يحتج به في ذلك من أمر الحسن بن علي # فقال: إنه لم يخرج من إمامته ورفضها، ولكنه أخرج ورفض ولم يزل ناصراً الله تعالى ولم يترك جهادهم إلا أنه تُرِك وخُذِل، ولو وجد على القوم أنصاراً لجاهد هم.
  وفيه أن الحسين بن علي # قال يوم كربلا وهو موافق لعدوه: دعوني أرجع من حيث جيت، ولم يكن ذلك منه نقضاً لبيعته وعقده ولا فراراً من عدوه ولكن طلبا للأمر الذي أمره الله به من الاستعداد لعدوه لقول الله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}[الأنفال: ٦٠].
  وفي الجامع الكافي أيضا قال الحسن بن يحيى، وقام الحسن بن علي سلام الله عليه أمر بعد أبيه سلام الله عليه ومعه الفئة التي كانت أبيه فلما فسدت عليه طَاعَةُ مع من جنده وطَعَنُوه وانتهبوا ثِقَلَه تَحَصَّن بالمداين في إيوان كسرى وهَمُّوا أن يدفعوه إلى عدوه أسيراً عرض عليه معاوية المسالمة والموادعة فأجاب إلى ذلك وكان ذلك الحق والصواب من فعله #.