(باب حد الشرب)
(بَابُ حَدِّ الشرب)
  قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ٩١}[المائدة] في الأحكام: بلغنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # انه قال: ثلاث ما فعلتهم قط ولا افعلهن أبدا: ما عبدت وثناً قط وذلك لأني لم أكن. لأعبد مالا يضرني ولا ينفعني، ولا زنيت قط وذلك أني أكره في حرمة غيري ما أكره في حرمتي، ولا شربت خمراً قط، إني لما يزيد في عقلي أحوج مني إلى ما ينقص منه.
  وفي شرح الأحكام: وأخبرنا السيد أبو العباس | قال: أخبرنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي قال: حدثنا كثير بن عياش القطان، عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر في قوله تعالى {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ}[المائدة: ٩٠] وذلك أن أبا بكر شرب قبل أن يحرم الخمر فشرب فجعل يقول الشعر ويبكي قتلى المشركين من أهل بدر فسمعه النبي ÷ فقال: اللهم أمسك على لسانه فأمسك على لسانه فلم يتكلم حتى ذهب عنه السكر. فأنزل الله تحريمها بعد ذلك.
  وأخرج ابن ماجة عن خباب قال: قال رسول الله ÷: «إياك والخمر فإن خطيتها تفرع الخطايا كما إن شجرتها تفرع الشجر» ..
  في الجامع الكافي قال القاسم فيما حدثنا علي بن محمد، عن ابن هارون، عن أحمد بن سهل، عن عثمان عن القوسمي عنه قال: أجمع آل رسول الله ÷ على تحريم السكر. وقال الحسن بن يحيى #: أجمع آل رسول الله ÷ على أن كل مسكر حرام وعلى أن كل شراب يسكر كثيره فقليله حرام، وقالوا ما خمر من الشراب فأسكر كثيره فهو خمر.
  وفيه: وعن ابن عمر «أن النبي ÷ أتى بسكران فضربه الحد ثم قال له: ما شرابك؟ قال: شربت زبيبا وتمراً». وعن الحارث عن علي قال في السكر من النبيذ ثمانون.