[وجوب النية في العبادة]
  
  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
[وجوب النية في العبادة]
  قال الله تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: ٥]. والعمل مع السهو والغفلة والمشاركة لغير الله لا يشك عاقل في أنه غير خالص فوجبت النِّيَّةُ.
  وفي شرح التجريد أخبرنا أبو العباس الحسني قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجريري(١) قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «لا قول إلا بعمل، ولا قول، ولا عمل، إلا بنية، ولا قول، ولا عمل، ولا نية إلا بإصابة السنة»، وهذا في أصول الأحكام، وفي الشفاء(٢) وفيه أيضاً: والخبر المشهور عن النبي ÷ «الأعمال بالنيات وإنما لإمرءٍ ما نوى» وهذا في أصول الأحكام. وفي الشفا عن النبي ÷ أنه قال: «الأعمال بالنيات». وقال: وروي عن النبي ÷: «إنما الأعمال بالنيات».
  وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عمر عن النبي ÷؛ أنه قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امراء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امراة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» قال ابن حجر لم يبق من أهل الكتب المعتمده من لم يخرجه سوي مالك.
  وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر: «إذا أنزل الله بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على قدر نياتهم». وفي مجموع زيد بن علي @: وروى زيد بن علي، عن أبيه، عن
(١) الجريري بضم الجيم مصغراً ويقال الحريري، بفتح المهملة وكسر الرا بعدها: روى عن جعفر الصادق وأبي زرعة الرازي وعنه أبو حاتم وأبو العباس الحسني خرج له السيدان الأخوان المؤيد بالله و أبو طالب تمت من طبقات الزيدية.
(٢) وأخرجه الإمام الناصر في البساط والإمام أبو طالب في أماليه بسندٍ صحيح عن علي عن رسول الله ÷ انتهى أملا شيخنا مجدالدين.