(والدعاء لمن أعرس)
  ويؤيد القول بتحريم الضرب ما في شرح التجريد واصول الأحكام والشفاء عن النبي ÷ أنه قال «نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند النعمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند المصيبة شق جيب وخمش وجه ورنة شيطان».
  وقول الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}[لقمان: ٦] الآية وقد روى في التفسير أن المراد به الغنا، قال ابن مسعود: هو الغنا والاستماع، إليه، وقول الله تعالى {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}[الإسراء: ٦٤] قال مجاهد هو الغنا والمزامير.
  وفي الشفا عنه ÷ «لست من الدد ولا الدّد مني».
  وفيه عن نافع قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر فسمع زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق فجعل يقول نافع اتسمع؟ قال: حتى قلت لا فأخرج أصبعيه عن أذنيه ورجع إلى الطريق وقال «هكذا رأيت رسول الله ÷ صنع كذلك».
  وأخرج أبو داود نحوه قال نافع: وكنت صغيراً إذ ذاك.
  وفي شرح الأثمار للعلامة ابن بهران عن محمد بن المنكدر قال: إن الله تعالى يقول يوم القيامة «أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان أدخلوهم في رياض المسك ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدي وأخبروهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» ذكره رزين.
  قلت: وما ذكره المجيز عملا بظاهر الخبر فهو لا يقوى على معارضة هذه الأخبار وترجح بأنها حاضرة ويحمل ما رووه: على ضربة غير ملهية وعلى نشيد الأعراب الذي ليس على ألحان أهل المعاصي جمعاً بين الأدلة.
(والدعاء لمن أعرس)
  في الشفا عن النبي ÷ أنه «اذا دعا للانسان إذا تزوج قال: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير» ويؤكد هذا دعاء النبي ÷ لأمير المؤمنين علي وفاطمة الزهراء ª كما مر في حديث الزفاف وغيره.