الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 448 - الجزء 5

  وأخرج مسلم والنسائي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ÷ «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق» قال ابن المبارك: فنرى أن ذلك كان على عهد رسول الله ÷.

  وأخرج الترمذي عنه أن رسول الله ÷ قال «من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفي إيمانه ثلمة».

  وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن أبي أوفا أن رسول الله ÷ في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس قام فيهم فقال: «أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» ثم قال النبي ÷ «اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم».

(فَصْلٌ)

  قال الله تعالى {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ}⁣[الفتح: ١٧] وقال تعالى {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٩١ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ٩٢}⁣[التوبة] دل هاتان الآيتان على سقوط الجهاد عن هؤلاء الذين هم: الأعمى، والأعرج، والمريض، والضعيف كالمزمن، هؤلاء خمسة: يسقط عنهم الجهاد لنقصان في القوة والحاسة والسادس: من لا يجد الحملان مع الاحتياج إليه وبعد المسافة.

  قال في الشفاء «هؤلاء أي الصنف السادس ستة نفر من قبائل شتى سألوا رسول الحملان» قال ابن عباس «سألوه أن يحملهم على الدواب قال لا أجد ما