الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل في فضل المدينة)

صفحة 161 - الجزء 3

  وقد تقم في فصل فضل المساجد حديث «لا تشد الرحال» برواية الإمام أبي طالب ورواية الشيخين البخاري ومسلم.

  وحديث أبي ذر في «الصلاة في المسجد الحرام تعدلها مائة ألف صلاة» برواية الشفا وبرواية أهل الامهات وغيرهم كما مر في كتاب الصلاة قبيل ذكر الدعا بعد الصلوات.

  وأخرج ابن ماجة عن عبد الله بن عدي بن الحمرى قال له «رأيت رسول الله ÷ وهو على راحلته واقف بالحزورة⁣(⁣١) يقول: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت».

  وأخرج عن عباس بن أبي ربيعة المخزومي قال: قال رسول الله ÷ «لا تزال امتي بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها فإذا ضيعوا ذلك هلكوا» وفي اسباب النزول للواحدي قوله تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ}⁣[آل عمران: ٩٦] الآية قال مجاهد: تفاخر اليهود والمسلمون. فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة لأنها مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة. وقال المسلمون: بل الكعبة أفضل فانزل الله تعالى هذه الآية.

(فصل في فضل المدينة)

  وفي حكم الصيد من حرم المدينة. وزيارة قبر النبي ÷ وأهل بيته سلام الله عليهم.

  قال تعالى {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ}⁣[التوبة: ١٠٨] روى «أن النبي ÷ سئل أي مسجد هو؟ قال: مسجدي هذا» ذكره القاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفى.


(١) وهو موضع عند باب الخياطين من مكة وهو بوزن قسورة قال الشافعي الناس يشدون الحزورة والحديبية وهما مخفتان انتهى نهاية.