الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[من شروط الأذان والإقامة]

صفحة 319 - الجزء 1

  الشمس، ثم نزل فتوضأ، ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى رسول الله ÷ ركعتين، ثم صلى الغداة، فصنع كما كان يصنع كل يوم».

[من شروط الأذان والإقامة]

  والأذان والإقامة لا يجزيان إلا من قائم، والإقامة لا تجزي إلا من توضيء.

  قال في الشفا: لم يرو عن مؤذني رسول الله ÷، ولا عن أجلَّاء الصحابة أنهم أقاموا للصلاة على غير وضوء.

[أجر المؤذنين]

  وفي مجموع زيد بن علي @ عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «يأتي المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة؛ ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ولا يسمع المؤذن شيء إلا شهد له بذلك يوم القيامة، ويغفر للمؤذن مد⁣(⁣١) صوته، وله من الأجر مثل المجاهد الشاهر سيفه في سبيل الله».

  وأخرج أبو داود والنسائي عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «المؤذن يغفر له مداء صوته، ويشهد له كل رطب ويابس ... وشاهد الصلاة في الجماعة يكتب له خمس وعشرون صلاة، ويكفر عنه ما بينها».

  وفي رواية النسائي بعد قوله: ويابس: «وله مثل أجر من صلى» ..

  وأخرج النسائي عن البراء أن النبي ÷ قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدَّم، والمؤذن يغفر له مدّ صوته، ويصدقه من سمعه؛ من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلّى معه».


(١) قوله مد صوته المد أي المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو قدرنا أن يكون ما بين اقصاه وبين مقام المؤذن ذنوباً له تملأ تلك المسافة لغفرها الله تعالى له، فيكون هذا تمثيلا انتهى نقلاً عن هامش الأم.