الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(الأول: الإحرام)

صفحة 39 - الجزء 3

(باب) (القول فيما يستحب أن يفعله الحاج عندما يريد الركوب على راحلته بعد إحرامه بالبيدا)

  في شرح الأحكام أخبرنا السيد أبو العباس الحسني | قال أخبرنا ابن أبي حاتم فيما قراء عليه قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا اسماعيل بن عياش عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: «لما توجه رسول الله ÷ إلى مكة فاستوى على راحلته فقال: «اللهم هذه حمولتك⁣(⁣١) والوجه اليك والسعي اليك وقد اطلعت مني علي ما لم يطلع عليه أحد من خلقك اللهم اجعل سفري هذا كفارة لما كان قبله، واقض عني ما افترضت علي فيه، وكن لي عونا على ما شق علي، فيه».

  وأخبرنا السيد أبو العباس | قال: أخبرنا إبراهيم بن زهير الحلواني قال: حدثنا عمرو بن حكام قال: حدثنا عبد العزيز يعني بن المختار: قال سمعت الضحاك بن مزاحم عن علي # قال: «أتى رسول الله ÷ فلما وضع رجله في الغرز⁣(⁣٢) قال: بسم الله، فلما استوى عليها قال: الحمد لله، فلما نهضت به قال: الله اكبر، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين» وقد أخرج هذا أبو داود والترمذي وابن حبان قال: إذا وضع رجله في الركاب وزاد في آخره «ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي الخ». وفي لفظ «رب اغفر لي الذنوب إنه لا يغفر الذنوب الا أنت».

  ومنه ملازمة التلبية.

  في الأحكام: ثم يلبي ولا يفحش في تلبيته بشدة الصياح ولا يخافت بها، وينبغي أن يتخذ بين ذلك سبيلا. وكلما صعد من الأرض نشزا قال: الله اكبر لا إله الا الله والله أكبر. وإذا انحدر لبي بما شرحنا من التلبية، ولا يغفل التلبية الفينه بعد الفينه.


(١) الحمولة ما يحمل عليه الناس من الدواب وهي بالفتح ومعناها بالضم: الأحمال انتهى نهاية.

(٢) الغرز هو ركاب رحل لجمل إذا كان من جلد أو خشب وقيل: هي السرج انتهى نهاية. أ.