الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[رأي أبي بكر فيما جمعه من الحديث ورأي عمر في نقل الحديث، وأن الصحابة كانوا يجرحون بعضهم بعضا]

صفحة 30 - الجزء 1

  وليس كل أصحاب رسول الله ÷ كان يسأله ويستفهمه، حتى إن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرأبي، أو الطاري فيسأله # حتى يسمعوا، وكان لا يمر في شيء من ذلك إلا سألت عنه وحفظته، فهذا وجوه ما عليه الناس واختلافهم و عللهم في رواياتهم».

[رأي أبي بكر فيما جمعه من الحديث ورأي عمر في نقل الحديث، وأن الصحابة كانوا يجرحون بعضهم بعضاً]

  «ونقل» الحاكم قال: حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو: حدثنا محمد بن موسى الترمذي، حدثنا المفضل بن عيشان حدثنا علي بن صالح، حدثنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمر عن عبد الله التيمي قال: حدثنا القاسم بن محمد: قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله ÷؛ فكانت خمسمائة حديث فبات ليلةً يتقلب كثيراً قالت: فغمني فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك، فلما أصبح قال: أي بُنَيّة هلُمّي الأحاديث التي عندك، فجئته بها، فدعا بنارٍ فحرقها، فقلت: لم حرقتها؟ قال: «خشيت أن أموت وهي عندي، فيكون فيها أحاديث من رجلٍ قد التئمته ووثقت به، ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذلك».

  قال الذهبي: وقد كان عمر من وجله أن يُخطي الصاحب على عهد رسول الله ÷ يأمرهم: أن يَقِلوا الرواية عن نبيهم، ولئلا يتشاغل الناس بالأحاديث عن حفظ القرآن.

  وروي عن أبي هريرة أنه قيل له أكنت تحدث في زمان عمر هكذا؟ فقال: لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني.

  وروي عن أكابر الصحابة النْهيُ عن كثرة الرواية حتى أُدبوا على ذلك بالضرب والحبس لأكابر منهم مثل أبي هريرة.

  وروي أن عمر «حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري و قال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله ÷».