(باب الكتابة)
(باب الكتابة)
  مشتقة من الكتب وهو الضم يقال: كُتِبت القربة أي جمعت رأسها ومنه الكتيبة وكتابة المصحف لضم حرف إلى حرف وفي الشرع: عتق على مال منجم والحاث على الكتابة قوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}[النور: ٣٣] والخير الدين والوفا وقوله ÷: «من أعان غارما أو غازيا أو مكاتبا في كتابته أظله الله يوم لا ظل إلا ظله» أخرجه الحاكم من حديث سهل بن حنيف وأخرجه البيهقي بلفظ «من اعان مجاهداً في سبيل الله أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته أظله الله يوم لا ظل الا ظله».
  قال في تخريج الضمدي على الشفا. فائدة: أول من كوتب في الاسلام أبو مومل فقال النبي ÷ «أعينوا ابا مؤمل فاعين فقضا كتابته وفضل فضله فاستفتي رسول الله ÷ فقال: انفقها في سبيل الله». وفي الثمرات النزول قيل نزلت في غلام حويطب بن عبد العزَّا سأل مولاه أن يكاتبه فأبى فانزل الله تعالى {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}[النور: ٣٣] فكاتبه على مائة دينار فوهبه منه عشرين ديناراً وأداها.
  قال في الجامع الكافي: وروى محمد بإسناده عن ابي الساج قال كاتبني أهلي فاتيت عليا # فقلت إن أهلي قد كاتبوني فحث الناس علي فاعطيت ما بين الدراهم والخاتم والثوب فاديت مكاتبتي وفضل فضله فذكرت ذلك لعلي # فقال تصدق بها في الرقاب.
  وقال الهادي # في الأحكام قال الله ø {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}[النور: ٣٣] والخير فهو البر والاحسان والدين والاسلام، والمعرفة بالله واليقين والإيفا لمن يكاتبه، والاعفاف. والمكاتبة فهي ان تراضا السيد والعبد على شيء معروف يدفعه إليه في أوقات معروفة اشهرا أو شهرين أو سنتين أو أيام. الخ. والآية الكريمة هذه قد دلت على شرعيته وذلك الدليل من الكتاب.
  وأما السنة ففي الشفا قال النبي ÷ «المكاتب عبد ما بقي عليه درهم» واما الأجماع فلا خلاف في جوازها وانما الخلاف في وجوبها.